Thursday, May 6, 2010

كتاب “الدّراسات الدّينيّة المعاصرة من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة: الاستشراق، القرآن، الهوية والقيم الدينية”. مقطع من المقدّمة


كتابي الجديد “الدّراسات الدّينيّة المعاصرة من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة”. مقطع من المقدّمة

كتبهاالمبروك المنصوري ، في 29 أبريل 2010 الساعة: 16:17 م


…وعنونت القسم الثّاني: بـ"من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة: المفاهيم" وسأدرس فيه مكانة الدّين في الثّقافة اليابانيّة الحديثة والمعاصرة مقارنا إيّاها بمكانته في الثّقافة العربيّة، وسأصل كلتا الثّقافتين بالثّقافة الغربيّة من حيث نظرتها إليها ومدى توظيفها لرؤاها ومفاهيمها ومناهجها. وسأبيّن كيفيّة اعتماد الفكر الياباني على نظريّة النّسبيّة الثّقافيّة معتبرا أنّ المفاهيم الغربيّة رؤى ثقافيّة مخصوصة نابعة من حاجات حضاريّة غربيّة صرفة ولا تنسجم مع المركّبات الثّقافيّة والاجتماعيّة والنّفسيّة الآسيويّة عموما واليابانيّة خصوصا، في حين اعتبرت الثّقافة العربيّة الحديثة والمعاصرة الحداثة الغربيّة نموذجا كونيّا في مفاهيمه ومناهجه ومقارباته وراحت تطبّق هذه المفاهيم والمناهج والمقاربات على الفكر العربي الإسلامي في كلّ مفاصله!
في الفصل الأوّل: الهويّة والقيم الدّينيّة في التّجربتين التّحديثيتين اليابانيّة والعربيّة،سأقارن بين تجربتي التّحديث اليابانيّة والعربيّة من حيث مدى توظيفهما للقيم الدّينيّة المحليّة في مرحلة النّهضة وجدوى هذا التّوظيف. وسأصل ذلك بإشكاليّة علاقة الحداثة بالهويّة الوطنيّة محاولا الإجابة عن سؤالين مركزيّين:
- كيف وُظّفت القيم الدّينيّة الشّنتويّة في النّهضة اليابانيّة؟
وكيف اشتُقّت أغلب المفاهيم اليابانيّة الحديثة سياسيّةً واقتصاديّةً وفكريّةً وثقافيّةً وإيديولوجيّةً من التّراث الدّيني الياباني الّذي يعود إلى آلاف السّنوات عبر العودة إلى الكتاب الشّنتوي المقدّس كُجِكي والاستلهام منه؟ في حين هُمّشت أغلب المقاربات التّحديثيّة العربيّة المستندة إلى ذات التوّجه، لتأثُّرِ الفكر العربي الحديث بالفكر الغربي ومحاولة اتّباع ذات المسار التّحديثي الّذي توخّته التّجربة الغربيّة، رغم اختلاف المكوّنات الحضاريّة العامّة للمجتمعين العربي والغربي…

No comments:

Post a Comment